آرام - بسام الرحال

اجتاحت موجة حر معظم أجزاء غرب أوروبا أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة لتصل إلى 45 درجة مئوية في بعض المناطق، وتسببت باندلاع عشرات حرائق الغابات، فيما ظلت معظم مناطق البلاد في حالة تأهب مع وضع العديد من المناطق في الوسط والجنوب والغرب في حالة تأهب قصوى.

وأعلنت أسبانيا أن موجة التي ضربت البلاد لنحو عشرة أيام تسببت بمقتل "أكثر من 500 شخص"، حسب ما ذكر رئيس الوزراء بيدرو سانش، الذي طالب السكان بتوخي الحذر الشديد، معتبراً أن "حالة الطوارئ المناخية أمر واقع".

كما انصهر عدد من السكك الحديدية بشكل أدى إلى اضطرابات في النقل، وانخفضت مستويات المياه أيضاً وحذر تقرير للاتحاد الأوروبي من أن 46 بالمئة من أراضي الاتحاد الأوروبي معرضة لخطر التأثر بالجفاف خلال شهر يوليو، وتهدد موجة الجفاف في إيطاليا إمدادات الأغذية في أوروبا.

وحول مدى إمكانية وصول موجات الحر التي ضربت أوروبا إلى مناطق بلاد الشام وسوريا، أوضح الباحث في مجال المناخ والبيئة المهندس أنس الرحمون في حوار خاص مع شبكة "آرام"، أن المسبب الجوي لموجات الحر التي تشهدها مناطق أوروبا يختلف عن المسبب الجوي التي تشهدها مناطق بلاد الشام.

وأضاف أن أوروبا الآن تحت تأثير موجة حر بفعل المرتفع الجوي الأزوري العلوي، وإن تعمق هذا المرتفع في أجواء أوروبا جلب معه كتلة هوائية صحراوية شديدة الحرارة من الصحراء العربية الكبرى وتعمقت في أجزاء واسعة من أسبانيا والبرتغال ولندن وفرنسا.

وعملياً فإن هذا النوع من الكتل الحرارية وجهته شمالاً باتجاه أوروبا، عادة لا تتأثر فيه مناطق بلاد الشام، لأنها بحسب الرحمون، تتأثر عادة بالمرتفع الجوي شبه المداري العلوي العربي مع امتداد منخفض الهند الموسمي مع المنخفضات السطحية الجوية الحرارية العربية.

وأشار الباحث إلى أنه اعتباراً مع نهاية الأسبوع القادم يوجد موجة حر ستؤثر على مناطق واسعة في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق والجزيرة العربية، ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة في المناطق الداخلية في إدلب وحلب حتى 40 درجة مئوية، والتي تصنف كموجة متوسطة الشدة.

ولفت إلى أن موجات الحر على مناطق شمالي سوريا عندما تصنف بأنها شديدة عادة ما تلامس 44 درجة، متوقعاً أن تبدأ مع نهاية الأسبوع القادم وقد تمتد حتى مطلع شهر آب/ أغسطس القادم. 

انعكاسات موجة الحر على المزروعات

ونصح الباحث في مجال المناخ والبيئة أنه في ظل موجات الحر المتكررة، مزارعي المزروعات الصيفية بتكثيف عمليات الريّ، وضغط الفترة الزمنية بين كل عملية ريّ وأخرى، حتى يتم تعويض الفاقد المائي للنبات، لأن المزروعات تتعرض في ظل موجات الحر للإجهاد، وهذا الإجهاد يصنف على أنه إجهاد حراري يمكن للمزارع تلافي تأثيرة السلبي من خلال زيادة كميات الري وعددها.

وأشار إلى أن تأثير موجات الحر على الزراعة من خلال انتشار إصابة العناكب الخطيرة على محاصيل الباذنجان والبندورة في مناطق زراعتها، لأن درجات الحرارة المرتفعة تناسب انتشار العناكب، داعياً إلى التكثيف من عمليات رش العناكب ومكافحتها.

المخزون المائي

وحول تأثير موجات الحر على المخزون المائي في الشمال السوري، أوضح الرحمون أن منسوب المخزون المائي مرتبط مع المناخ أكثر من ارتباطه مع الطقس، إذ إن الطقس هو عبارة عن عناصر وتغيرات العناصر الجوية خلال 24 أو 48 أو 72 ساعة، أما المناخ فنحن نتحدث عن المناخ العام لمنطقة على مدار عشرات السنين.

وبين أن المخزون المائي يختلف باختلاف المنطقة، منوهاً أن المخزون المائي في المناطق الساحلية أفضل من المخزون المائي في المناطق الداخلية كإدلب وحلب، والمناطق أنفة الذكر أفضل من المخزون المائي في المناطق الشرقية في سوريا.

ولفت إلى أن موجات الحر أو الجفاف تؤثر بشكل عام على المخزون المائي بأمر آخر، وذلك من خلال زيادة استهلاك المياه أثناء ارتفاع درجات الحرارة، التي تؤثر حينها على منسوب المياه الجوفية، مشيراً إلى أن المياه الجوفية في مناطق بلاد الشام، تصنف على أنها غير متجددة.

سبل الوقاية من موجات الحر

حذر الباحث أنس الرحمون من التعرض لأشعة الشمس مباشرة بين الساعة الواحدة والخامسة وخاصة للأطفال، مرجعاً ذلك إلى أن الأشعة فوق البنفسجية يزداد تركيزها في هذه الفترة، ويصل معدل التحذير للون الأحمر، وهو خطير جداً ولا يجب التعرض له.

ونبه إلى ضرورة عدم ترك أشياء قابلة للاشتعال في السيارات بالنسبة للأهالي، وبالنسبة للمناطق الحراجية لابد من أخذ التحذيرات بجدية، وخاصة مع نشاط حركة الرياح و ظروف درجات الحرارة المرتفعة، وإخطار الدفاع المدني عن نشوب الحرائق، لأن رطوبة الجو تكون منخفضة ودرجات الحرارة مرتفعة، والرياح محرضة على انتشار أي شرارة حريق تتعرض لها المنطقة.

اقرأ أيضاً: شاهد| لحظات مؤثرة للقاء مذيعة أردنية بطفلها المخطوف بعد إعادته من إدلب

• شاهد إصداراتنا: